اتهمت السلطات الأوكرانية القوات الروسية بإطلاق قذائف على قافلة من المدنيين الفارين من مدينة ماريوبول اليوم الأربعاء، مما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص على الأقل بينهم طفل كانوا في طريقهم إلى مدينة زابوريجيا.
ونشر حاكم منطقة زابوريجيا الأوكرانية صورًا ومقاطع فيديو لموقع الهجوم المزعوم أظهرت حطامًا محترقًا لسيارة بيضاء.
وأعلن رئيس الوفد الروسى في المفاوضات الروسية الأوكرانية، فلاديمير ميدينسكى، أن المفاوضات مع كييف تجرى بصعوبة وبطء، مشيرًا إلى أن بلاده تريد تحقيق السلام بأسرع ما يمكن، وأكد أنها تحتاج إلى وقت، فيما تلقت وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج 312 طلبًا مستوفى من الطلبة المصريين العائدين من أوكرانيا الراغبين في استكمال دراستهم بمصر، وتمت موافاة وزارة التعليم العالى بكافة البيانات الخاصة بالطلبات المقدمة.
وأكد المسؤول الروسى أن الهدف الرئيسى لمجموعة المفاوضات يتمثل في التوصل إلى اتفاق حول العدد الهائل من القضايا المعقدة ووضع القضايا المشتركة على جدول الأعمال، موضحًا أن سعى موسكو والمهمة التي طرحها الرئيس بوتين، هي تحقيق السلام على أرض أوكرانيا، التي وصفها بأنها دولة مسالمة ومحايدة وودية تجاه بلاده.
وأعلن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، في تصريحات نقلتها قناة RBC الروسية، أمس، أن الدولار سينهار والثقة به تتضاءل بسبب سياسة واشنطن، موضحًا أن بعض الدول تعتقد أنه قد يكون من الأنسب لها التداول باليوان بدلًا من الدولار، مشيرًا إلى أن تطورات الأحداث الأخيرة حول أوكرانيا تحظى بأهمية قصوى بالنسبة للعالم برمته، ووصفها بأنها «معركة من أجل مستقبل النظام العالمى».
وأكد لافروف أن سويسرا تقدمت بمبادرة أداء دور الوسيط في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، لكن بلاده ترفض التوسط من قبل أي دولة انضمت إلى العقوبات المفروضة على موسكو على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا، ولفت إلى أن روسيا تنظر إيجابًا إلى مقترحات إسرائيل وتركيا بشأن التوسط في المحادثات مع كييف.
ورفض مكتب الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى فكرة ضمان الوضع الحيادى للدولة الأوكرانية تجاه روسيا على غرار السويد أو النمسا، وقال زيلينسكى إن المفاوضات مع روسيا أصبحت أكثر واقعية، لكنها تحتاج بعض الوقت، وفى الوقت نفسه أعلن مستشار الرئيس الأوكرانى ميخايلو بودولياك، أن هناك تناقضات جوهرية في سير المفاوضات، لكنه أكد على وجود إمكانية التوصل إلى تفاهمات مع روسيا، واصفًا المفاوضات بـ«الصعبة».
وقال زيلينسكى إن بلاده بحاجة إلى فرض منطقة حظر طيران لوقف الهجمات الروسية على المدن والبلدات التي تتعرض للقصف الروسى على مدى 20 يومًا، في حين يواصل القادة الغربيون استبعاد التدخل المباشر في الصراع، وأشار خلال كلمة ألقاها عبر تقنية «الفيديو»، أمام مجلس العموم الكندى، أمس الأول، إلى أن البنية التحتية لأوكرانيا يتم تدميرها من قبل الروس، وأن صواريخ «كروز» تستهدف المدنيين، كاشفًا عن أن عدد الأطفال الذين قتلوا بسبب القصف الروسى على أوكرانيا بلغ 97 طفلًا، وأن القصف الروسى يتواصل على رؤوس سكان مدينة ماريوبول التي تُركت بدون تدفئة، وبدون وسائل اتصال، وبلا طعام تقريبًا، وبدون ماء.
وتابع: «ما تتعرض له أوكرانيا جعلنا ندرك من هم أصدقاؤنا الحقيقيون»، لافتًا إلى إمكانية فعل المزيد، قائلًا: «يمكنكم فعل المزيد لوقف روسيا وحماية أوروبا وما نريده هو الحياة وأن ننتصر ونحن بحاجة للمساعدة»، مضيفًا: «من المهم إغلاق مجالنا الجوى لوقف قصف مدننا ونأمل أن يتم فرض المزيد من العقوبات على روسيا».
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن روسيا تستعمل صاروخًا «سريًا» في حرب أوكرانيا، وترفض تصديره إلى الخارج، والغاية الرئيسية من وراء هذا الصاروخ هي الخداع، لصواريخ «إسكندر»، مشيرة إلى أنها تتمكن من خداع نيران قوات الدفاع الجوى الأوكرانى.
واستخدمت روسيا صواريخ «إسكندر» للمرة الأولى في حرب جورجيا عام 2008، وهى مصممة لإرباك الصواريخ الدفاعية، عبر التحليق على ارتفاع منخفض والمناورة في رحلة القصف الأهداف التي تبعد نحو 500 كيلومتر، مع دقة تصل لـ2-5 أمتار، ويُعتقد أن قاذفات الصواريخ المتنقلة في روسيا وبيلاروسيا تطلق صواريخ «إسكندر» الروسية على أوكرانيا، وفى أثناء ذلك تنشر أنظمة تضلل النظام الدفاع الجوى الأوكرانى، وتعرف باسم «السهم المخادع».
وشوهدت هذه الصواريخ التي تظهر على هيئة سهم في أوكرانيا، وكانت مصممة في الأصل لتكون على شكل قنابل عنقودية، وظهرت في صور نشرت على شبكات التواصل الاجتماعى منذ بداية الحرب، بحسب الصحيفة الأمريكية، ولضرب الأهداف الرئيسية في أوكرانيا، تستخدم موسكو صواريخ «إسكندر»، التي يصل مداها إلى 500 كيلومتر، وعليها رأس حربى قادر على تدمير بناية بأكملها وحتى مرافق محصّنة.
ووقع الرئيس الأمريكى جو بايدن، أمس الأول، على مشروع قانون بقيمة 1.5 تريليون دولار يمول العمليات الفيدرالية حتى سبتمبر، ويشمل القانون 13.6 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا، وهو ما يتناسب مع الجهود الأمريكية الأوسع لتعزيز الدفاع الأوكرانى، وتتضمن بنود المساعدات، تمويل المعدات العسكرية الدفاعية والتدريب، إلى جانب مساعدة اللاجئين الأوكرانيين داخل البلاد وفى الدول المجاورة.
وأكد الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، في مؤتمر صحفى أمس، حضور الرئيس الأمريكى، جو بايدن، القمة الاستثنائية للحلف المنعقدة في 24 مارس الجارى في بروكسل، مضيفًا في بيان مشترك مع رئيس البنتاجون أن وزراء دفاع الناتو يناقشون التخطيط الدفاعى طويل الأجل فيما يتعلق بالإجراءات الروسية في أوكرانيا، كما يبحثون خططًا لإرسال جنود لشرق أوروبا، بقيادة وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن.
وتابع أن الحلف يناقش العواقب المباشرة لما سماه «الغزو الروسى لأوكرانيا»، وكذلك العواقب طويلة المدى، وتكييف الحلف لفترة طويلة، حيث «يتحمل (الناتو) مسؤولية ضمان ألا يتجاوز هذا الصراع أوكرانيا، وأضاف أن الغزو الروسى لأوكرانيا مدمر، وسيؤدى إلى تغيير الوضع الأمنى لأعضاء الحلف، مؤكدًا أن الناتو استجاب للأزمة بطريقة سريعة وصارمة وفرض القيود والعقوبات على روسيا، مشيرا إلى أن الحلف وفر الدعم العسكرى والإنسانى الكبير لأوكرانيا، وعزز من دفاعه المشترك، خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أن مئات الآلاف من القوات على أهبة الاستعداد في كل أنحاء أوروبا.
ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، الولايات المتحدة الأمريكية لعدم الإضرار بالحقوق والمصالح المشروعة لبلاده، محذرًا من أن بكين، في حالة فرض عقوبات أمريكية أحادية الجانب، ستحمى بحزم حقوق ومصالح الشركات الصينية والأفراد الصينيين، مشيرًا إلى أن العقوبات لم تكن أبدًا وسيلة فعالة لحل المشكلات.
وأعربت الصين في أكثر من مناسبة عن رفضها أسلوب العقوبات الذي فرضته واشنطن على روسيا بسبب عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، قائلة إنه لا يجدى نفعًا ويعرقل جهود التسوية السياسية، ما جعل البعض يعتقد أن واشنطن ستتجه لفرض عقوبات ضد الصين بسبب هذا الموقف، إلا أن الصين أكدت أنها ستواصل تطوير التعاون التجارى والاقتصادى الطبيعى مع روسيا، على أساس الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة.